عمر ابكير: الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
لقد كتب الله لهذه البلدة المسكينة أن تعيش ماتعيشه من معاناة ، ظلت بسيطتها لسنوات تقاوم ضربات المعاول والاليات لتغيير " كميهتها " اي وجهها لكن مع الزمن تظل المساحيق مساحيق وتبقى النتوءات ظاهرة للعيان على وجهها الذي يخبرك ان العمليات الجراحية لن تكون ناجحة من أجل تغيير ملامحه .
هي الحفرة كما يحلو ان يسميها أهل وادنون وهي عند من تمكنوا من كراسي المسؤولية مساحة صالحة للحفر في كل زمان ومكان ولاغرابة أين ما وليت وجهك في كل آن وحين ان تستوقفك الاليات في الشوارع والازقة والساحات وهي تقوم بعملها المعتاد " الحفر " ثم الحفر ، حتى اصبحت نكتة عند القادمين من خارج أرض الوطن لزيارة احبابهم في " الحفرة " ان كليميم تعيش وضع الباحث والمنقب عن المعادن والنفط أو كانها ساحة كبرى لصناعة " الياجور " الطيني ، ان ما يستغرب له حقيقة ان يكون هذا " الحفر " سنة عند المجالس المنتخبة وفي شوارع رئيسية لم يمض عليها وقت كبير على انشائها حتى تراها قد قلبت على اعقابها ، وكأن هذه الشوارع بنيت من أموال خاصة وهو ما يطرح عدة تساؤلات عن كيفية تدبير الميزانيات داخل جماعة كلميم خاصة في عقلنة التسيير وحوكمته ؟ بل أن مايحز في النفس أن تغيب الرؤية الاستشرافية لهذه المدينة التاريخية وكأن الجماعة لا تتوفر على مهندسين في مختلف المجالات ولم تتعاقد مع مكاتب للدراسات ، حتى يكون تكرار الحفر مجالا لتبدير المال العام .
وبينما يكون الحفر غاية في نفس يعقوب تكون في النهاية النتيجة حفرة كبيرة معالمها ظاهرة لكن عمقها الاسترتيجي مفهوم الدلالات لتبقى الحفاري سمة بوابة الصحراء الشامخة وفيها تركد مياه قبائل وادنون التي خذلتها .